كنت أعرف أن الله سبحانه وتعالى يدخل المشركين جهنم، وأنه لم يهدهم؛ لأنهم لم يفعلوا سببا للهداية. وكنت أشرحها لأختي، وقلت لها والله أعلم: كأنني قلت إن الله أراد هذا، أراد أن يدخلوا جهنم، أي حكم عليهم، وأنا أعرف أن الله لا يظلم أحدا.
فهل أكون قد شككت في أمر الله؟
وكنت أقول إن امرأة تبولت على القرآن، وقلت لأختي إن الله يجب عليه أن يحفظه، مع أنني أعلم أن الله له الاختيار، وقلت لها لأن حفظه ربما يكون معجزة.
فهل هناك معجزات في هذا الزمان؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن الواضح أنك مصابة بشيء من الوساوس، فإن يكن كذلك، فعليك أن تدفعي الوساوس عنك، ولا تلتفتي إلى شيء منها.
وأما ما قلته في السؤال الأول، فليس فيه شيء من الخطأ.
وأما ما قلته في السؤال الثاني: فإنه إنما وجب على الله تعالى ما أوجبه على نفسه برحمته، وقد حفظ تعالى القرآن من التحريف والتغيير والتبديل، كما قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9}. ولكن لا يمتنع أن يتسلط بعض الكفار على المصحف فيهينوه، ويكون ذلك من الله تعالى استدراجا لهم، كما قال تعالى: وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ {الأعراف:183}، {القلم:45}.
وأما خوارق العادات، فلا يمتنع وجودها في زمن من الأزمان، وهي في حق الأنبياء معجزات، وفي حق الأولياء كرامات، يكرمهم الله بها نصرة للحق، ونفعا للخلق، وتنظر الفتوى رقم: 354004.
والله أعلم.